ماذا بعد الجيل الخامس لشبكات المحمول؟

Fuad Al-Qrize
24 Sep 2022 17:59:00 GMT

لم يكد الحديث ينتهي بعد عن الجيل الخامس لشبكات المحمول حول العالم, حتى بدأت الشائعات و الأخبار تنتشر عن الجيل السادس! لكن قبل الخوض في التصورات المحتملة لهذه التقنية المستقبلية القادمة إلينا, دعونا أولاً نرى بعجالة مالذي يجري في التقنيات المستخدمة حالياً.

تتسابق معظم بلدان العالم اليوم, على الانتهاء من التجهيزات التقنية و اللوجيستية لاعتماد تقنيات الجيل الخامس لشبكات المحمول 5G و ذلك رغبةً منها في الحفاظ على قدرتها التنافسية في سباق الاقتصاد العالمي, و يتنافس مصنعوا التقنيات حول العالم على تقديم الحلول و التقنيات التي ستلبي هذه الاحتياجات المتسارعة, و تعتبر كل من كوريا الجنوبية والصين والولايات المتحدة, الدول التي تقود العالم في بناء و نشر تكنولوجيا 5G و حتى الدول الأصغر مثل السويد وتركيا و إستونيا, فقد اتخذت أيضاً خطوات مهمة لطرح خدمات الجيل الخامس لمواطنيها.

و قد بدأت شركات الهاتف الخلوي في نشر تكنولوجيا الجيل الخامس لشبكات المحمول عريضة النطاق في جميع أنحاء العالم في عام 2019، و هي الخلف المخطط له لشبكات الجيل الرابع و التي توفر الاتصال بمعظم الهواتف المحمولة في الوقت الحالي, و من المتوقع أن تضم شبكات الجيل الخامس أكثر من 1.7 مليار مشترك في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2025, و سوف تتراوح سرعاتها في نقل البيانات ما بين 50 ميجابت في الثانية إلى أكثر من 1000 ميجابت في الثانية, و من المتوقع تجاوز خدماتها لمجرد الاستخدام في شبكات الهاتف المحمول, لتذهب أبعد في استخدامها في شبكات الإنترنت و الشبكات الخاصة و الشبكات الصناعية و شبكات الاتصالات الهامة.

و على الرغم من أن ما سبق يبدو مبشراً و واعداً, إلا أن وضع شبكات المحمول حالياً يعتبر جيداً حسب معايير اليوم, فمعظم دول العالم مازالت تعتمد بشكل رئيسي على خدمات الجيل الرابع, 4G و التي تقدم سرعات أسرع بنحو 10 مرات مما هي عليه في شبكات الجيل الثالث, بشكل يمكن يجعل من سرعات نقل البيانات العالية أن تجعل الهواتف الذكية أكثر قابلية للمقارنة مع أجهزة الكمبيوتر، مما يمنحها قدرات أفضل للوسائط المتعددة و الألعاب مما زاد في شعبيتها و انتشارها أكثر.

فبينما كانت السرعة القصوى لنقل البيانات باستخدام الجيل الثالث لا تتجاوز 2 ميجابت في الثانية, فإن سرعة الجيل الرابع تتراوح بين 10 و 50 ميجابت في الثانية, هذا الأمر فتح المجال واسعاً أمام مقدمي الخدمات الترفيهية لزيادة قدرتهم على تقديم المزيد من المحتوى المتطور, كما في خدمات الفيديو و الألعاب.

هذا بالإضافة إلى أن معظم مصنعي الهواتف المحمولة كانوا قد اعتمدوا دعم تنقيات الجيل الرابع حتى قبل انتشار هذه الخدمة في معظم دول العالم و بفترة طويلة, مما شكل خطوة مهمة في تجهيز الأرضية لاستقبال الخدمة عند إطلاقها, و الذي كان أسهل بكثير مع وجود أجهزة داعمة يمكن أن تستغل هذه التقنية المتطورة.

و بنظرة إلى ثمانينات القرن الماضي, حين أطلقت خدمات الجيل الأول من شبكة المحمول, و مروراً بكل القفزات النوعية في الخدمات و الميزات التي قدمتها الأجيال اللاحقة, وصولاً إلى المتداول اليوم من الحديث عن الجيل الخامس, يبدو أن إطلاق وعود و تكهنات عن الجيل السادس أمراً عبثياً أو غير متوقع نظراً لعدم اعتماد تقنيات الجيل الخامس في كل دول العالم بشكل كامل, لكن ما يحدث من قفزات سريعة في عالم التقنية يجعل التعايش مع الأمر أسهل, فالسرعة التي تتطور معها التقنيات يجعل مواكبتها أصعب.

لكن ماذا ستكون التصورات لشبكة الجيل السادس؟

يتوقع الخبراء أن شبكات الجيل السادس سوف تستخدم نطاقات تردد أعلى و تقنيات شبكات تعتمد على السحابية لتوفير سرعات قياسية أعلى و زمن نقل ميكروثانوي, بالإضافة إلى أنها ستتجاوز دعم الهواتف المحمولة لتستخدم أيضاً في تقنيات مثل السيارات ذات القيادة الآلية و شبكات المنازل الذكية, مما سيوسع الدمج بين الإنترنت و الحياة اليومية.

و مع اعتماد مبدأ أن معايير الاتصالات اللاسلكية الجديدة تظهر كل عقد تقريبا, فمن المتوقع أن تدخل تقنية الجيل السادس حيز التنفيذ بحلول عام 2030, و بالطبع لا شيء ثابت, حتى أن تسمية الجيل السادس نفسها يمكن أن تتغير.

لكن مالذي يدفع الخبراء و العاملين في مجال التقنية للحديث عن توقعات الجيل السادس و ما يزال الجيل الخامس قيد التطوير و التجريب و التركيب في معظم البلدان؟

يرجح السبب إلى التغييرات الكبيرة في الاعتماد على تقنية الإنترنت في الأعمال و الحياة اليومية بشكل عام, فمستهلكوا الانترنت يتزايد بشكل يومي و استهلاك بيانات الإنترنت يرتفع بمعدلات قياسية, لذلك تندفع شركات الخدمات اللاسلكية للتنافس مع مزودي الإنترنت التقليديين على أمل تلبية الطلب المتزايد من خلال الشبكات الخلوية القوية و المرنة, و إلى ذلك الحين تبدوا الأمور مبشرة و واعدة بتقنيات أكثر تطوراً و تخدم البشرية بشكل أفضل.

SOLAV news